التكنولوجيا تغيّر وجه كرة القدم كيف أحدث لويس إنريكي ثورة في تدريب المنتخب الإسباني؟
2025-10-12 05:11:24
في معسكر المنتخب الإسباني بقطر، يبدو المشهد أشبه بفيلم خيال علمي أكثر من معسكر كروي تقليدي. المدرب لويس إنريكي، المعروف بحبه للابتكار، حوّل تدريب “لا روخا” إلى نموذج تكنولوجي متقدم استعداداً لمونديال قطر 2022.
بدءاً من السكوترات الكهربائية التي يستخدمها اللاعبون والطاقم الفني للتنقل داخل المعسكر، وصولاً إلى أجهزة الاتصال اللاسلكي المتطورة التي تسمح للمدرب بتوجيه تعليماته فورياً للاعبين دون الحاجة للصراع مع ضجيج الملعب. لكن الأكثر إثارة هو تحول إنريكي نفسه إلى نجم على منصة “تويتش” للبث المباشر، حيث خصص وقتاً كل مساء – باستثناء أيام المباريات – للتواصل مباشرة مع مئات الآلاف من المشجعين.
في أولى بثاته يوم 18 نوفمبر، اجتذب إنريكي 150 ألف متابع من مكتبه الصغير في جامعة قطر، مؤكداً: “أنا متحمس لأخبركم بالأشياء كما هي، الحقيقة الكاملة من دون أي ترتيب مسبق”. هذه الطريقة الجديدة في التواصل تهدف إلى بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، بعد النجاح الكبير الذي حققه المنتخب في المباراة الافتتاحية أمام كوستاريكا (7-0).
الابتكارات التكنولوجية لم تكن وليدة اللحظة، فمنذ أيامه الأولى في تدريب سلتا فيغو عام 2013، استخدم إنريكي منصة مرتفعة لمتابعة التدريبات من الأعلى. هذه الفكرة نقلها معه إلى المنتخب عام 2019، وتم تركيب منصة مماثلة في ملعب التدريب بقطر.
خلال التدريبات، يرتدي اللاعبون أجهزة متطورة لتتبع الأداء البدني، بالإضافة إلى مكبرات صوت صغيرة متصلة بنظام اتصال لاسلكي يسمح للمدرب بتوجيه التعليمات الفردية والجماعية. كما استخدم إنريكي شاشة عملاقة مقاس 6×3 أمتار في مركز التدريب بمدريد لعرض التوجيهات التكتيكية وتحليل الأداء.
إريك غارسيا، مدافع برشلونة، علق على هذه التطورات قائلاً: “المنتخب هو المكان الذي نلاحظ فيه أن التكنولوجيا تطبق بشكل أكبر في التمارين. كل شيء يتطور بسرعة كبيرة، تتقدم التكنولوجيا وتدخل أيضا في كرة القدم”.
بالإضافة إلى ذلك، يستفيد اللاعبون من غرفة الضغط العالي التي تسرع عملية التعافي وتمد الأنسجة العضلية بالأكسجين. كل هذه التقنيات تهدف إلى تحضير المنتخب الإسباني لأحد أهم مواجهات المجموعة الخامسة ضد الماكينة الألمانية، في مباراة تعد من أبرز لقاءات دور المجموعات في مونديال قطر 2022.
إنريكي يثبت أن كرة القدم الحديثة لم تعد مجرد رياضة، بل أصبحت مزيجاً من التكنولوجيا المتطورة والإبداع التدريبي، مما يفتح آفاقاً جديدة لكرة القدم في المستقبل.
