البطل العراقي علي أكبر حكاية لاعب جودو سقط برصاص قناص خلال الاحتجاجات
2025-10-12 04:53:28
كان علي أكبر، الشاب العراقي ذو العشرين ربيعاً، يحمل أحلاماً كبيرة في مواصلة لعبة الجودو التي أحبها، ورفع اسم العراق عالياً في المحافل الدولية. لكن رصاصة قناص أنهت حياته فجأة خلال الاحتجاجات التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، والتي خلفت أكثر من 130 قتيلاً وآلاف المصابين.
يعد علي أكبر من أبرز الوجوه الرياضية في العراق، حيث أحرز ذهبية بطولة غرب آسيا الأخيرة التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان خلال يوليو/تموز الماضي، وكان هذا الإنجاز آخر ما قدمه للعراق قبل رحيله المأساوي.
نشأ البطل الراحل في عائلة تعاني من ضيق العيش في مدينة الصدر، أحد الأحياء الفقيرة في بغداد. بدأ ممارسة الجودو في نادي الحسنين، ثم انتقل إلى نادي الميثاق، ومثل أيضاً ناديي الشرطة والجيش، كما مثل منتخبات العراق في جميع الفئات العمرية.
يروي سلام كامل، مدرب علي أكبر وأحد المقربين منه، تفاصيل مقتله خلال المظاهرات، قائلاً إن الراحل كان مع مجموعة من الشباب في شارع فلسطين وهم يرددون شعارات وطنية رافعين الأعلام العراقية، عندما باغتته رصاصة قناص استقرت في رأسه.
ويكشف كامل أن علي أكبر كان يتقاضى راتباً شهرياً قدره 350 ألف دينار (حوالي 290 دولاراً) عندما كان لاعبا في نادي الجيش، وكان يتبرع بجزء كبير منه للأسر المحتاجة في منطقته.
ونعت لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي البطل الراحل، معربة عن حزنها العميق لخسارة أحد الأبطال الرياضيين خلال الاحتجاجات. وأكدت اللجنة في بيان أن “الحكومة قصرت في حق اللاعب، حيث لم تصرف رواتبه الشهرية هذا العام، ولم تتمكن من حمايته إلى جانب المتظاهرين”.
حصد علي أكبر العديد من الألقاب والأوسمة، منها بطولة العراق 2014، وبطولة بغداد 2015، وبطولة الجمهورية 2015، وبطولة السفير الياباني 2018، وبطولة آسيا في لبنان، بالإضافة إلى الميدالية البرونزية في بطولة سوسة الدولية بتونس.
واعتبر رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية عباس عليوي أن مقتل البطل خسارة كبيرة للرياضة العراقية، مشيراً إلى أنهم علقوا عضويتهم في البرلمان احتجاجاً على استخدام القوة ضد المتظاهرين، وطالبوا بالتحقيق في مقتله.
من جهته، أعلن رئيس الاتحاد العراقي للجودو سمير الموسوي أن الاتحاد سيقدم طلباً لوزارة الشباب والرياضة لتقديم دعم مالي لعائلة البطل الراحل من ميزانية الاتحاد، كما سيتم تخليد اسمه بتسمية إحدى البطولات المحلية للجودو باسمه تقديراً لإنجازاته وتضحياته.