الرباط تستلهم تجربة قطر لتنظيم مونديال 2030
2025-10-14 04:47:39
بعد أن أصبحت قطر أول دولة عربية تنظم بطولة كأس العالم، يتحضر المغرب الآن لكتابة فصل جديد في تاريخ الرياضة العربية من خلال الاستضافة المشتركة لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. هذه الخطوة التاريخية تجعل المغرب ثاني دولة عربية تنظم هذه البطولة العالمية، مما يضع عليه مسؤولية كبيرة لمواصلة إرث التميز العربي.
يأتي هذا الاختيار في وقت يشهد فيه المنتخب المغربي، الملقب ب”أسود الأطلس”، تألقاً غير مسبوق حيث أصبح أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، محققاً المركز الرابع في مونديال قطر 2022. هذا الإنجاز الرياضي يعزز من مكانة المغرب كقوة رياضية صاعدة.
من وجهة نظر الخبراء، تشكل التجربة القطرية مصدر إلهام مهم للمغرب. يوضح الخبير في الإعلام والتنمية هشام المكي أن قطر قدمت حلولاً إبداعية في مواجهة التحديات اللوجستية، مشيراً إلى أن المغرب يمتلك مقومات نجاح كبيرة تشمل البنية التحتية المناسبة، والخبرة في استضافة الفعاليات الكبرى، والكفاءة في التعامل مع الوفود السياحية الضخمة.
من جانبه، يرى الباحث مراد بنتوك أن المغرب يمكنه الاستفادة من النموذج القطري في التخطيط والتنظيم، رغم الاختلاف في الميزانيات المخصصة. وقد بدأت الخطوات العملية بالفعل بتوقيع الاتفاقية المشتركة بين الاتحادات الرياضية في المغرب وإسبانيا والبرتغال، والتي تحدد الإطار التقني لتنظيم البطولة.
ويؤكد الباحث منصف اليازغي أن المغرب سيعمل على تقديم نسخة مميزة من المونديال تحمل بصمة عربية وإفريقية واضحة، مع التركيز على إبراز التراث الثقافي الثري الذي سيسهم في تعزيز أواصر التعاون بين القارات.
كما يشير الخبراء إلى أن قطر نجحت في كسر الصور النمطية عن العالم العربي والإسلامي، وأن المغرب سيسير على نفس الدرب ليعكس صورة إيجابية عن المنطقة. ويخلص المكي إلى أن المغرب يمكنه الاستفادة من ثلاثة دروس رئيسية من التجربة القطرية: التخطيط الاستراتيجي الطويل الأمد، والاستثمار في البنية التحتية المستدامة، وتعزيز القيم الثقافية والتراثية.
بهذه الرؤية الواعدة والاستعدادات المتكاملة، يبدو المغرب جاهزاً لكتابة فصل جديد من النجاحات العربية في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية، مستفيداً من الإرث القطري المشرِّف ومضيفاً إليه لمسة مغربية عربية إفريقية فريدة.