انتقاد أوروبي واسع لافتتاح أولمبياد باريس بسبب مشاهد مسيئة للمسيحية
2025-10-21 04:21:07
أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024” عاصفة من الانتقادات بعد تضمنه مشاهد فنية اعتبرها كثيرون إساءة للرموز الدينية المسيحية، حيث تصدر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قائمة المنتقدين واصفاً الحفل بأنه دليل على “انعدام الأخلاق في العالم الغربي”.
وجاءت تعليقات أوربان في أعقاب عرض فني أعاد تجسيد لوحة “العشاء الأخير” الشهيرة لليوناردو دافنشي بطريقة مثيرة للجدل، حيث قدم العرض من قبل فنانين “دراغ كوين” (رجال يرتدون ملابس نسائية ويضعون مكياجاً)، مما أثار احتجاجات واسعة من قبل المؤسسات الدينية والجمهور المحافظ.
وكان حفل الافتتاح، الذي انطلق الجمعة على ضفاف نهر السين في باريس، قد شهد دخول الوفود المشاركة من 205 دولة على متن 85 قارباً، وسط عروض فنية شارك فيها 6800 رياضي أمام المعالم التاريخية للعاصمة الفرنسية. لكن هذه الاستعراضات الفنية تحولت إلى مصدر جدل كبير بعد أيام من انطلاق الأولمبياد.
وتصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا قائمة المنتقدين، حيث أصدرت بياناً عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أعربت فيه عن “حزنها العميق” للمشاهد التي “تسخر من المسيحية”. وشدد البيان على ضرورة احترام المعتقدات الدينية، معرباً عن شكره لأتباع الديانات الأخرى الذين أبدوا تضامنهم مع المسيحيين.
من جانبه، هاجم أوربان في خطابه ما وصفه بـ”انعدام الأخلاق في الغرب”، قائلاً: “إذا شاهدت افتتاح الأولمبياد أمس، ترى ذلك جلياً. الغربيون ينكرون وجود ثقافة مشتركة وأخلاق عامة قائمة عليها”.
ويأتي هذا الجدل في وقت تسعى فيه اللجنة المنظمة للأولمبياد إلى تقديم صورة عن باريس كمدينة منفتحة وتقدمية، لكنها ووجهت بانتقادات حادة من جهات متعددة اعتبرت أن بعض العروض تجاوزت حدود الحرية الفنية إلى مجال الإساءة للمقدسات.
وأكد بيان الأساقفة الفرنسيين أن “الرياضة هي نشاط يترك أثراً عميقاً في قلوب الرياضيين والجماهير”، مشدداً على ضرورة أن تتجاوز الألعاب الأولمبية “التحيزات الأيديولوجية لدى بعض الفنانين” مع الحفاظ على احترام المعتقدات الدينية للجميع.
ولا تزال هذه القضية تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والسياسية الأوروبية، حيث يتساءل الكثيرون عن حدود الحرية الفنية واحترام المعتقدات الدينية في الفعاليات الدولية الكبرى مثل الأولمبياد.