البريميرليغعولمة كروية تهدد الهوية الإنجليزية
2025-10-12 05:58:52
لا شك أن الدوري الإنجليزي الممتاز أصبح ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، حيث تحول من بطولة محلية إلى علامة تجارية عالمية تجذب أكثر من 1.4 مليار مشاهد في 188 دولة. لكن هذه العولمة الكروية جاءت على حساب الهوية الإنجليزية للبطولة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل كرة القدم الإنجليزية التقليدية.
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة اللاعبين الإنجليز في البريميرليغ لا تتعدى 36.1%، وهي نسبة متواضعة مقارنة بالدوريات الأوروبية الكبرى. ففي إسبانيا تصل نسبة اللاعبين المحليين إلى 58.3%، وفي فرنسا 47%، وألمانيا 45.2%، وإيطاليا 39.3%. هذه الفجوة الواضحة تنعكس مباشرة على أداء المنتخب الإنجليزي، خاصة عندما نلاحظ أن المنتخبين الإسباني والفرنسي يستفيدان بشكل واضح من ارتفاع نسبة اللاعبين المحليين في دورياتهما المحلية.
الأمر لا يقتصر على اللاعبين فقط، فالمدربون الإنجليز أصبحوا نادرين في دوريهم المحلي. من بين 20 مدرباً في البريميرليغ، لا يوجد سوى 4 مدربين إنجليز، وليس بينهم أي مدرب للفرق الستة الكبرى. هذه النسبة المخيفة تظهر مدى تغلغل العناصر الأجنبية في كل مفاصل البطولة الإنجليزية.
على صعيد الملكية، أصبحت الساحة الإنجليزية ساحة للاستثمارات العالمية. بعد استحواذ الصندوق السعودي على نيوكاسل، لم يعد هناك سوى 5 أندية فقط مملوكة لإنجليز. الأمريكان يسيطرون على الحصة الأكبر، حيث يملكون أندية مثل أرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد. حتى توتنهام، النادي الإنجليزي الوحيد من بين الكبار، يواجه ضغوطاً استثمارية متزايدة.
لقد غير وصول رومان أبراموفيتش إلى تشلسي عام 2003 وجه الكرة الإنجليزية إلى الأبد، ثم جاء استحواذ الإمارات على مانشستر سيتي ليعمق هذه التحولات. اليوم، أصبح البريميرليغ سوقاً عالمية مفتوحة، لكن هذا النجاح التجاري يحمل في طياته تحديات كبيرة للهوية الكروية الإنجليزية التي كانت يوماً ما مهد كرة القدم العالمية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمكن للبريميرليغ أن يحافظ على توازن بين عولمته الناجحة وبين الحفاظ على الجذور الإنجليزية التي جعلته مميزاً؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل الكرة الإنجليزية في العقود القادمة.