المواصلات في باريس تواجه اختبارًا أولمبيًا صعبًا مع اقتراب الأولمبياد
2025-10-19 05:02:09
بينما يستفيد الرياضيون من تسهيلات النقل المخصصة، تواجه جماهير الأولمبياد تحديات كبيرة في التنقل خلال فترة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف. فمع توقع حضور حوالي 7 ملايين متفرج بين 26 يوليو و11 أغسطس، تعلن سلطات إيل دو فرانس عن حالة التعبئة العامة للنقل لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق.
لأول مرة في تاريخ الأولمبياد، سيتم منع السيارات الخاصة من الوصول إلى مواقع الفعاليات، مما يضع عبئًا إضافيًا على وسائل النقل العام. وقد أعدت السلطات خطة شاملة تشمل إطلاق آلاف الحافلات المكوكية، ونشر 3000 دراجة إضافية، وتطوير 400 كيلومتر من مسارات الدراجات.
لكن الشبكة الحالية للنقل، التي تعاني أساسًا من الازدحام المتكرر، ستواجه اختبارًا حقيقيًا. وقد صوّتت هيئة النقل في إيل دو فرانس لتعزيز خدمات المترو ووسائل النقل المشترك بنسبة 15% مقارنة بمستويات الصيف العادية.
ووفقًا لفاليري بيكريس، رئيسة الهيئة، فإن حركة النقل المتوقعة تعادل يوم عمل شتوي عادي، لكن مع وجود فترات ذروة مفاجئة. ومن المتوقع أن يصل عدد المتفرجين إلى نصف مليون شخص في يومي 28 يوليو و2 أغسطس على الأقل.
وشملت التحسينات زيادة قدرها 61% في حركة مترو الأنفاق على الخط 9 لخدمة منطقتي “بارك دي برانس” و”رولان غاروس”، وزيادة بنسبة 71% في خدمة “آر إي آر سي” و66% في “آر إي آر إيه”. كما سيتم افتتاح بنية تحتية جديدة تشمل تمديد الخط 14 إلى مطاري أورلي وشمال باريس.
ورغم هذه الاستعدادات، تدعو السلطات الجمهور إلى تجنب التنقل غير الضروري خلال هذه الفترة. واقترحت بيكريس: “ينبغي ألا تخافوا من المشي قليلاً، فهو مفيد لصحتكم”، بينما شجع الوزير باتريس فيرغرييت المواطنين على استخدام الدراجات.
ويعترف دافيد جوان، المسؤول عن تنسيق الطرق، بأن الطرق “ستكون مقيدة” لكنه أعرب عن ثقته بسبب انخفاض حركة المرور التقليدي خلال الصيف. واستشهد بتجربة أولمبياد لندن 2012 حيث نجحت السلطات في خفض حركة المرور بنسبة 15%.
وستقوم السلطات بنشر مئات الموظفين المدربين للتدخل السريع في حالات الحوادث، وتوفير معلومات آنية للمستخدمين عبر تطبيقات مخصصة والراديو واللافتات الإلكترونية.
أما في المطارات، فقد وضعت إدارة مطارات باريس (إي دي بي) خططًا للتعامل مع الفترات الحرجة، خاصة مساء 26 يوليو خلال حفل الافتتاح حيث سيتم إغلاق مطاري شارل ديغول وأورلي، وكذلك خلال 48-72 ساعة بعد حفل الختام عندما يغادر معظم المشاركين والمتفرجين.
مع كل هذه الاستعدادات، تبقى تجربة النقل خلال أولمبياد باريس اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام على استيعاب هذه الأعداد الهائلة من المتفرجين مع الحفاظ على سلاسة الحركة وتجنب الفوضى.